جاء ذلك في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) أشادوا فيها بتطابق الرؤى والمواقف الراسخة بين البلدين، وما تمثله الزيارات المتبادلة والمستمرة من أهمية في تعزيز العلاقات الأخوية المتجذرة، ومساهمتها في الدفع بمسيرة العمل العربي المشترك.
إلى ذلك؛ أكد اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لبلده لمملكة البحرين ومباحثاته مع صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، تصب في صالح الأمن القومي المصري والأمن القومي الخليجي والعربي في ذات الوقت، خاصة وأنها تأتي في ظروف وتوقيت بالغي الدقة والأهمية من حيث استباقها للزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي للمنطقة، منتصف الشهر المقبل، والقمة المصاحبة لهذه الزيارة التي ستشهدها المملكة العربية السعودية على مستوى القادة والزعماء.
وأشاد اللواء فرج بالدور المحوري الذي تلعبه مملكة البحرين في الدفع بالعمل العربي المشترك، بالتعاون مع الدول المحورية الكبرى في الإقليم، انطلاقاً من سياسة الاعتدال والدبلوماسية الحكيمة التي تنتهجها المملكة في التعاطي مع قضايا المنطقة، والقائمة على احترام الآخر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن زيارة الرئيس السيسي تأتي استكمالاً لسلسة اللقاءات التشاورية والزيارات المتبادلة بين الزعيمين الكبيرين، والتي كان آخرها زيارة جلالة الملك المعظم لمدينة شرم الشيخ في 18 من الشهر الجاري، ومباحثاته مع الرئيس السيسي والعاهل الأردني حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تنسيق الرؤى بين القادة تجاه القضايا المصيرية والتحديات بالمنطقة، والتي تتطلب موقفاً عربياً موحداً يمكن البناء عليه في المستقبل لصالح أمن واستقرار المنطقة.
من جانبه؛ شدد الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على أن زيارة الرئيس المصري لمملكة البحرين تحظى بدرجة عالية من الاهتمام والخصوصية في علاقات البلدين التاريخية والممتدة لعقود طويلة، إلا أنها شهدت في السنوات الأخيرة مزيداً من النمو والعمق في ضوء ما تشهده المنطقة من تحديات وتهديدات تفرضها حالة الاحتقان والاستقطاب العالمية الكبرى، والتي تتطلب توحيد المواقف والرؤى للخروج بموقف عربي موحد، وهذا ما يحرص عليه الرئيس السيسي من خلال تكثيف لقاءات التشاور والمباحثات السياسية مع الشركاء الاستراتيجيين، وعلى رأسهم مملكة البحرين.
وعلق الدكتور عكاشة على اللقاءات والزيارات المكثفة بين الملوك والقادة العرب في الآونة الأخيرة؛ بأنها تفسر مدى الرغبة والنوايا الصادقة من الزعماء لتوحيد الصف العربي، حفاظاً على مكتسبات الدول العربية ورفاهية شعوبها، مشيراً إلى أن المنطقة العربية والشرق الأوسط بصدد إعادة صياغة تشكيلها استراتيجياً وجيوسياسياً واستعادة دورهما المحوري الكبير على المسرح الدولي وفقاً للمعطيات الراهنة.
وفيما يتعلق بتطور العلاقات وتميزها بين مملكة البحرين ومصر؛ قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية بجامعة القاهرة، إنها تشهد نقلة نوعية على عدة مستويات كونها تتمتع بخصوصية فريدة وتعد نموذجاً يحتذى في طبيعة العلاقات الناجحة والمستمرة بين الدول.
وأوضح فهمي أن القاهرة والمنامة تشهدان في هذا التوقيت جملة من التطورات السياسية والدبلوماسية سواء (العربية – العربية) أو (العربية – الإقليمية) على ضوء جملة من الاعتبارات، سواء ما يتعلق بالمخاطر والتحديات التي تواجه أمن الإقليم أو ما يرتبط بالقضايا المرشحة للتعامل في الفترة المقبلة، ومنها مشاركة كل من مصر والبحرين في القمة العربية الأمريكية المرتقبة خلال زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية، وهنا تكمن أهمية التنسيق الرفيع على مستوى القادة والذي تشهده المنطقة قبيل هذه الاجتماعات.
وأكد الدكتور طارق فهمي أن ما يميز العلاقات بين مصر والبحرين على الصعيد السياسي، ليس فقط نوعية المخاطر المشتركة التي تواجه أمن الإقليم، وإنما القدر الكبير من التوافق الذي تبديه السياسة الخارجية للبلدين حيال الملفات ذات الاهتمام المشترك، ما يعكس بعمق السعي الجاد لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والرئيس السيسي لتطوير وتنمية العلاقات بما يخدم مصالحهما الثنائية ويحقق وحدة الصف العربي، وبما يضمن تماسك بنية ومصالح دول مجلس التعاون الخليجي وأمنها الإقليمي، والتي تعتبرها مصر خطاً أحمراً وعمقاً استراتيجياً مرتبط بالأمن القومي المصري لا يمكن المساس به.
بدوره ثمّن العقيد حاتم صابر، المحلل السياسي والخبير في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمملكة البحرين، مؤكداً أنها تتوج التعاون المثمر بين البلدين في كافة المجالات، لاسيما السياسية والاقتصادية والتجارية، وتعزز من جهود التنسيق والتعاون الأمني والعسكري المشترك وجهود مكافحة الإرهاب، كما أنها تترجم عمق وتاريخ العلاقات الأخوية المشتركة بين البلدين وما يجمع الشعبين الشقيقين من أواصر محبة واحترام.
وأشار العقيد صابر إلى أن زيارة الرئيس المصري لمملكة البحرين ولقائه جلالة الملك المعظم ليست الأولى؛ بل سبقتها زيارات متعددة من قبل منذ تولي الرئيس المصري مقاليد الحكم، كما بادلها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، بزيارات رسمية مماثلة إلى بلده الثاني مصر قوبلت بكل ترحيب واعتزاز، منوهاً بأن الزيارة الحالية بمثابة تكليل لهذه الزيارات، لاسيما وأنها تستكمل الاطار التشاوري والسعي الحثيث من القائدين لتوحيد الصف العربي لمواجهة كافة الأخطار المستقبلية المحتملة على ضوء الصراعات والأزمات التي يمر بها العالم الآن.
Bahrain View Bahrain Eye on Events